22 août 2018


                                                          الكتاب II

بعد عودته من عملية التوحيه بالولاية III ، تم تجريد سليمان لاسو ورجال كومندو سوق أهراس من أسلحتهم من قبل القبطان عبد الرحمان بن سالم. ألقي القبض على سليمان لاسو من طرف قيادة القاعدة الشرقية. تشتت رجاله هنا وهناك كأنهم يزرعون بذور البطولة ، وجد بزويش نفسه وحيدا ، أعزل ، في "باك دو كنار"بالمنطقة الثانية للقاعدة الشرقية.
خلال "مسيرته الكبرى على درب عميروش"، حملا السلاح إلى الولاية III في سياق الكلونيل عميروش ، كان قد قطع أكثر من 600 كيلومترا في أقل من ثلاثة أشهر. كان وزنه لا يتجاوز الأربعين كيلوغراما ، وقد أتم لتوّه عامه الخامس عشر. في أقل من سنة من "الجبل" ، صار بزويش يعتبر من "المحاربين القدماى".
لاحظه عامل تجنيد خاصّ جدا ، السي الهادي واختاره لمتابعة التربص الأول لسلاح الإشارة لجيش التحرير الوطني بالقاعدة الشرقية.
كان الفريق الصغير لـ سي لعروسي (المرحوم سي عبد الرحمان لغواطي) ، فريق مركب ، مكونا أساسا من مقاتلين شباب منحدرين مباشرة من الجبل. موهتشو (حاكم محمد السعيد) المدرب الرئيسي ، جاء من قناة السويس ، بعد أن تم القاؤه رفقة مظليّي الجيش الفرنسي ، خلال التعدي الثلاثي ضد مصر في 1956 .
كان هناك مقاتلان آخران آتيين من مصر (شكيري عبد العزيز و زرقان يوسف). ولكن هذين الأخرين أرسلا من طرف أحمد بن بلّة من أجل تكوين "لاسلكيّين" في الجيش المصري ، قبيل تحويل طائرته في أكتوبر 1956.
كان هناك أيضا "السي ابراهيم التوبوغراف" ، (أحيانا "الباروغراف") طالب في فن الخط بجامعة الأزهر، والذي سيصبر أول إرصادي لجيش التحرير الوطني.
كان أيضا زينات محمد ، السينمائي في المستقبل ، ضمن مجموعة المتربصين.
المرحوم رابح مزوي الأتي من مرسيليا كان "شاف" المطبخ...
استوعب بزويش بألم ولكن بسرعة أبجدية المورس. أوجز تربصه في أربعين يوما ، تم تعيينه بمركز القيادة للمنطقة II للقاعدة الشرقية. قبل أن يعيد امتحان نهاية التكوين مع زملائه في الدفعة ، بحضور ضباط إشارة آتين من الولاية V.
خرج من امتحانه ذلك بشهادة مسير راديو برتبة رقيب. سيعيش الانضمام بين الشرق والغرب ، توحيد اتصالات جيش التحرير الوطني تحت قيادة المقدم عمار(ثلّيجي ...).
لدى عودته إلى مركز قيادة المنطقة II للقاعدة الشرقية ، ترأس الشبكة الأولى للاتصال..... لكامل جيش التحرير الوطني ، الشبكة التي تم بفضلها نقل "ربورطاج" صوطي وللاسلكي ...... الأول والوحيد على المباشر لاشتباك عسكري ، الوحيد من نوعه خلال كامل حرب التحرير الوطني.
تم بعدها نقل بزويش إلى مركز قيادة المنطقة III بعد اسابيع قليلة من قصف ساقية سيدي يوسف.
انتقل فريق السي لعروسي للاتصالات اللاسلكية إلى فندق شوشة من أجل إنجاز الأشياء على نطاق أوسع و تكوين الدفعة الخامسة للإشارة التابعة لجيش التحرير الوطني.
بقى بزويش وحيد في مركز قيادة القاعدة الشرقية ، مركز انتقل إلى غرديماو ، مع محطة راديو صبحة صامتة .
كانت فترة مضطربة ، شارك فيها الرقيب بزويش ، بصفة مقربة ، الحيات اليومية مع سي أحمد دراية ، سي محمد الشريف مساعدية وضباط آخرين . كان مركز قيادة القاعدة الشرقية موضوعا تحت قيادة سي محمّد اعواشرية المقدم الذي رقي إلى رتبة كولونيل ، والذي وقع مع  بزويش في نزاع ، على إثر محاولة فرار فاشلة . كان آخر أمر بمهمته موقع من طرف العقيد عواشرية قبل وفاته قد سمح لبزويش بقضاء بضعة أيام رفقة متربصي الدفعة الخامسة ، قبل الالتحاق بمركز القيادة الجديد للقاعدة الشرقية . ثم بمركز قيادة الناحية 2 .
لقد قضى إعلان الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (G.P.R.A) في 19 سبتمبر 1958 في ختم مصير "ولاية سوق أهراس" القصير العمر ، كما وضع حدّا  لمهمة بزويش بالناحية 2 للقاعدة الشرقية . نتيجة لتأتر بزويش البليغ بكفاحه وبتقلبات تعييناته المتعاقبة ، وجد نفسه بمصلحة "الطب النفسي" للدكتور فرانتز فانون بمستشفى شارل نيكول بتونس ، بغرض "علاج الأنسولين" .
أما من القاعدة الشرقية ، فإن "ولاية سوق أهراس" القصيرة العمر للعقيد سي عمارة بوڨلاز ، للمقدم عواشرية ، لسي محمد الشريف مساعدية ، فقد تم حلها ، إذ تمت التضحية بها لصالح قفزة نوعية في مسار ثورة التحرير الوطني .



Aucun commentaire: